❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
حمزة العطار
كثر الحديث عن قرب حلول وتفاهمات في أكثر من جبهة مشتعلة أو على وجه الاحتراق، لا سيما جبهة غزة الأكثر حماوة و جبهة إيران التي لا تقل أهمية عن باقي الجبهات، فهي محاور معدة إما للتوسع في سيناريوهات الحرب، وإما بهدوء نسبي أو كامل، تحكمه مجريات الأمور وأحداثها، وتطورات تلك الساحات، لتكون لغة النار هي شعلة أي تفاوض قائم، وورقة أساسية من أوراق هدوئها أو العكس، بل هي ربما الورقة الأقوى واللاعب الأبرز في ملعب كل ما يجري، ليكون كلا الفريقين في غير جبهة، يبذل جهداً في الوقت المتبقي، بغية الحصول على نقاط الفوز، لتبدو الأرجحية الكبيرة لمحور المقاومة الذي فرض وجوده على مختلف ميادين التفاوض القائم أو الذي هو في طور البداية أو البروز، معلناً أنه خصم لا يستهان به، يمكنه إنهاء أي نزال وفق شروطه وبوصلته، محدداً معايير التفاوض القادم ليعلن بعدها عن إنتصار قادم رغم كل ما سيصدر من الآخرين .
جولات إستعراض قوة في بعض الميادين وأخرى تؤكد القوى الدولية العسكرية التي تُحتم قوة مفاوضات ستستكمل، وجبهات أخرى مؤلمة، بل أشد إيلاماً تؤكد معها القدرة الكبيرة التي لا تزال في يدي أ هلها، وجبهات صامتة، صمتاً مرعباً، منذرة بما هو آت حال تغير في أساليب المواجهة، مؤكدة أنها لا تزال الرقم الصعب في محاور القتال حين حدوثه، ورقماً لا يُستهان به حال حصول أي تطورات، لتظهر الجبهات مجتمعة فيما بينها، أو كل على حدة بأن الجبهة الأضعف اليوم، رغم ما تحاول إظهاره من عوامل قوة في تفجير هنا أو توغل هناك، هي إسرائيل التي احتلت صدارة الفاشلين ضمن سباق بدأ وقد شارفت صافرة الحكم على إعلان نهايته .
تطورات وتسارعات وأحداث جرت وتجري في حدود كل جغرافيا اليوم، تؤكد ما هو مؤكد، أن القوة لا زالت مستمرة وتتضاعف وأن ساحات محور الممانعة على اختلافها، لم تزل قوية وتتعاظم، مرسلة رسائل العلم بالأمر لمن يعنيهم الأمر، ليبني الجميع حساباتهم وفق ما هو قائم دون الغوص في أوهام أو أحلام ودونما دنكيشوتيات كاذبة أو مستترة في جرائم ومسرحيات نصر كاذبة لم تعد تنطلي على أحد .
الترقب الذي يترافق ببعض نتاج عسكري في جبهة اليمن أو فلسطين، وهدوء المقتدر لا الضعيف في جبهة لبنان، أعاد لكثيرين الرشد في التفكير والتواضع بل التنازل وقراءة حقيقية لكل ما يجري، وفق قراءة هادئة منطقية، تودي إلى معرفة ويقينية بكل الأوامر والنواهي التي ستحصل، لتعطي الجميع حجمه الطبيعي وتمنعه من محاولة فرض شروط خيالية مبنية على انتصارات لم تحصل في التفاوض القائم .
زيارة نتنياهو إلى أميركا والتي تحمل معها إعلاناً متوقعاً لوقف نار الحرب في غزة وإعلان هدنة، تركت أحداث فلسطين التي حصلت، خصوصاً في الساعات الأخيرة، أن أوراق حماس وأخواتها ما زالت قوية، وأن حركات الممانعة المتواجدة في تلك البقعة الجغرافية، استعادت أي عناصر قوة فقدتها خلال عامي حرب، مؤكدة أنها تمتلك الكثير من عناصر قوة لا زالت في جعبتها، تقلب معها موازين معارك وتنهي أحلام انتصارات زائل حين التحقق مما يجري .
في مقابل جبهة لبنانية، حافظت على هدوء مرعب، أدخل كل معاني الرعب معه في صبر يوصف بأنه صبر العالم والمستكشف لكل نقاط ضعف وقوة العدو، لينقض في لحظة ربما ليست بعيدة، إيذاناً بفرض معادلات قوية، قد تسبق في قوتها ما سبق وتؤكد القوة التي تتعاظم ولا سبيل محلي، إقليمي أو دولي، لإيقافها ولن تنفع معها بعد اليوم، تصريحات شيطانية أميركية أو محاولات خلق فتنة داخلية، لم تعد تؤتي ثمارها، مؤكدة المؤكد في حسابات المفاوضين وتقديراتهم بالقوة الكبرى والمفاجآت المرعبة التي لم يظهروا أي منها بعد، لا لضعف في الماضي، بل لإعتماد سياسة المحور على التكتم الحميد في بعض المواقع، رغم حجم الخسارة التي يمكن أن تحدث .
وتدور الدوائر وتستمر الأحداث في كل الأمكنة لتخلص بنتيجة مفادها، أن هذا المحور لا يزال قوياً ومتماسكاً رغم كل الصعاب التي مرت، وبأنه صاحب الكلمة الأهم والطلقة الأخيرة في أي نزال ولا يزال يمتلك كثيراً من نقاط القوة التي تؤكد ما هو مؤكد، أنه لاعب بارز حال أي تفاوض كما في الحرب و لا يمكن اختزاله أو إقصاؤه لأنه لا يزال ركناً مهماً من أركان ما هو قائم من أحداث وتغييرات .
المشهد المترابط في تمكن المخرج من إظهار ما يريد إظهاره كحبكة درامية واقعية قائمة، أن هذا المحور استعاد زمام المبادرة، وفرض التفاوض الذي يرتضيه، رافضاً أي ذل أو خنوع يمكن أن تصوره إسرائيل وأميركا ومعهما بعض اللاهثين العرب لتفاوض وسلام مذل، تكون فيها لإسرائيل، دوراً أكبر مما تستحقه من حجم وقياس في الاقليم، وإعطاء الأحقية، بالنار، لصاحب الحق الذي صمد واستطاع تحقيق ما لم يتم توقيعه طيلة الفترة الماضية، أو ما تمت محاولات إخفاء نتاجه، في محاولة لطمس نور المقاومة ووهجها .
في المقابل، إخماد وهج انتصارات وهمية، ومحاولات سعي لأفرقاء، يفترض أنهم شركاء وطن، كانو، ومنعهم من الاحتفال بنصر، لم تجرأ أميركا نفسها على الحديث عنه لهول ما شاهدته وشاهدته من قوة واقتدار موجودا،مخفي أو ظاهر، وقوة مخفية ومخيفة لمن يملكون الصمت، وسيلة من وسائل المعارك ويخلقون فوق الرعب رعباً، حول توقع ما هو موجود وفي يد المقاومة لا تزال صلاحيته وفعاليته قائمة، ضاربة بعرض الحائط كل انتصارات وهمية كاذبة حاولت إسرائيل إبرازها، ومعها الكثير من عملائها وأدواتها في المنطقة، مؤكدة بشكل لا يحمل الشك، أن لبنان لا يزال قوياً بمقاومته، رغم كل الجراح التي أصابته، وبأنه لا يزال قادراً على فرض السيناريوهات التي يختارها ضمن آلية زمان ومكان ينتخبها بما يتوافق مع أهدافه الآنية والإستراتيجية معاً .
لن نكثر في أحاديث وأفعال ظهر منها الكثير والعظيم، وما خفي كان أعظم عن قوة واقتدار كبيرين لم تتخلَ جبهة ومحور الممانعة يوماً عن كل مكتسباتهما ولن تتخلى، وسياق التفاوض يثبت ذلك، بل نترك المنطقة تعيد رسم استراتيجيتها في كل بقعة وكل حدود، مؤكدة ثباتاً وقوة وعزيمة، يبروزن مع كل فجر وكل رصاصة، لا تستفزهم التهويلات التي تحصل، يقيناً منهم بقدرتهم وكفاءتهم حين النزال، في إعادة منهم لفرض شروط ومواثيق جديدة، تحفظ كل هذا النتاج، لتطفىء معها شعلة الأمل المحدوده والانتصار المزيف التي قامت إسرائيل بصناعة سينايوهاته محاولة إثبات أنها القوة الأقوى في المنطقة .
الخلاصة أن مواثيق وتفاهمات ومشاريع حلول حصلت أو تحصل، فرضت نتائجها سواعد الممانعين التي ما تركت يوماً ولن تترك السلاح، لعلمها بما هو قادم على أمة تخلت عن
أسباب قوتها دونما جدوى، لتتأكد معنا مرة أخرى، الطريقة الأمثل والأفضل والوحيدة، في حياكة خيوط التعايش المفترض أنه قادم، ناسفة كل أمل ومحاولات سيطرة على المنطقة كلها، معلنة ومؤكدة من جديد، أن طريق الخلاص الوحيد، هو تحرير الفكرة التي تسكننا، أو تسكن البعض في قلوبهم وعقولهم، لنخرج الضعف والتخاذل من نفوسنا ومن قلوبنا، ونجدد ثقتنا بأن الطريق الوحيد الذي كان ولا يزال للخلاص من كل جور وطغيان، كان وما يزال وسيبقى، هو طريق النار وأزيز الرصاص الذي نسف قديماً وحديثاً كل دروب التخاذل والضعف والإنهزام، وتأكيد متجدد بأن طريق التفاوض والحلول في هذه المرحلة كسابقاتها من المراحل، كان وسيبقى هو طريق الحرب الذي أثبت أنه الخيار الأفضل والأنجح، في أي مفاوضات قد تحصل .
حمزة العطار